ألغت حكومة إسبانيا عقدا لاستيراد أسلحة بقيمة 700 مليون يورو مع الكيان الصهيوني.
وكان رئيس الوزراء الإسباني قد أعلن قبل أسبوع أن حكومته ستعمل على تدعيم حظر بيع أو شراء الأسلحة من الكيان الإسرائيلي، قانونيا. إذ ترفض الحكومة الإسبانية التجارة مع الكيان الصهيوني الذي يشن حربا إبادة على غزة في فلسطين.
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن العقد الملغى كان من أجل اقتناء 12 وحدة من نظام إطلاق صواريخ عالية الحركة (سيلام)، وهي أنظمة مطورة من نظام “بولس” التابع لمجموعة “إلبيت سيستمز” الإسرائيلية.
وبحسب صحيفة “لا فانغوارديا” الكتالونية، فإن الحكومة الإسبانية لا تعتزم التوقف عند هذا الحد، بل تسعى إلى التخلص تدريجيا من الأسلحة والتقنيات الإسرائيلية داخل قواتها المسلحة.
وتمنع الحكومة الإسبانية تصدير الأسلحة إلى إسرائيل منذ أكتوبر 2023، تاريخ بدء العدوان الصهيوني على غزة، تعمل بشكل استعجالي على سن قانون يجعل هذا الحظر دائما.
كما تحظر إسبانيا أيضا استيراد البضائع القادمة من المستوطنات في الأراضي الفلسطينية، خاصة الضفة الغربية المحتلة. وقد قررت كذلك رفع مساهمتها في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بمقدار 10 ملايين يورو، ووعدت بتقديم 150 مليون يورو من المساعدات إلى غزة سنة 2026.
ضغط شعبي وتأييد حكومي
ويبدو أن هذا فعل المنع هو مواصلة لسيرورة بدأها عمال ميناء برشلونة عام 2023، حين رفضوا إنزال وشحن أسلحة إلى إسرائيل. إذ تتصدر إسبانيا طليعة الدول المناوئة لإسرائيل. فقد أصبحت جبهة متقدمة في الدفاع عن القضية الفلسطينية ونقض الدعاية الصهيونية من قلب أوروبا.
ومنذ أن اعترفت إسبانيا بفلسطين عام 2024، دولة كاملة الأركان. نتجت قطيعة دبلوماسية بين البلدين، إذ سحب الكيان الصهيوني سفيره من إسبانيا احتجاجا على قرار اعترافها بدولة فلسطين.
وتعرف إسبانيا احتجاجات شعبية دورية ضد جرائم الاحتلال المتواصلة في منطقة غزة المحاصرة، ينظمها فواعل المجتمع المدني.
واضطرت إسبانيا إلى إلغاء سباق الدراجات الشهير ب”لا بويلتا”. وحدث هذا الاثنين، بعد أن احتشد آلاف الإسبانيين بجنوب مدريد، على طول طريق السباق، محتجين على مشاركة إسرائيليين ومطالبين بوقف الإبادة في فلسطين. وأدى هذا إلى منع إلغاء المرحلة الأخيرة من السباق وحفل التتويج.
وأشاد بيدرو سانشيز بالاحتجاجات السلمية التي نظمها المؤيدون للقضية الفلسطينية في مدريد، والتي عطلت سباق إسبانيا. ودعا إلى منع إسرائيل من المشاركة في المسابقات الرياضية، كما حدث مع روسيا حتى تنتهي الحربان، حسب وكالة رويترز.
وسبق هذا، انسحاب 7 لاعبين إسرائيليين من المشاركة في بطولة شطرنج دولية مقامة في إقليم الباسك الإسباني بعد أن دعتهم اللجنة المنظمة للبطولة لعدم المشاركة تحت راية إسرائيل أو اللعب تحت راية الاتحاد الدولي للشطرنج، حسب ما نشرته صحيفة ماركا الإسبانية.
ورغم أن الجهات المنظمة سحبت طلبها تجاه الرياضيين الإسرائيليين، إلا أنهم واصلوا رفضهم المشاركة، في إحالة واضحة لحال العلاقات التي بين البلدين.
ولا زال تسلسل التصعيد مستمرا، إذ استدعت وزارة الخارجية الإسبانية، اليوم الثلاثاء، القائمة بأعمال سفارة إسرائيل في مدريد احتجاجا على “التصريحات غير المقبولة” لوزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بحق رئيس الوزراء الإسباني حين وصفه “بالكاذب ومعادي السامية”.