استيقظ سكان غليزان، اليوم الاثنين، على فاجعة وفاة طفل في السنة الثانية من عمره بسبب فيضان وقع بحي بوجلة، بواد رهيو. وتوفي الطفل بسبب سقوط حائط دعم المنزل عليه.
وانقذت الحماية المدنية امرأتين كانتا عالقتين فوق سطح منزل إثر ارتفاع منسوب مياه الأمطار وتضررت أحياء بوجلة، حي الشهداء، ودوار العزازمة، وحي 180 مسكن، وحي 50 مسكن. حسب ما أعلنت عنه الحماية المدنية.
وتضرر سكان حي بوجلة كثيرا، إذ جرف الفيضان في طريقه الأوحال والصخور والنفايات بكميات تكفي حتى تدفن منازلا بأكملها. وتُظهر الصور منازلا متضررة بلغ فيها مستوى المياه والأوحال ما يفوق علو مترٍ.
أما الطرقات المعبدة فترسبت على طولها أطنان من الوحل، وتهشمت أجزاء واسعة منها وجرفت السيول عددا واسعا من السيارات.
وتدخلت مصالح البلديات المتضررة والحماية المدنية لفتح الطرقات، وإنقاذ العائلات التي حاصرتها المياه والأوحال، ولازالت عمليات تنقية المنازل والأحياء والطرقات مستمرة، من قبل السكان وعمال المصالح المعنية.
واستجابة لما حدث، أمر وزير الداخلية والجماعات المحلية والنقل سعيد سعيود، بتنصيب خلية أزمة بدائرة وادي رهيو بالولاية. وتضم الخلية مختلف المصالح المعنية، قصد المتابعة الميدانية، وإحصاء العائلات المتضررة، وإجراء دراسة الخبرة حول وضعية الوادي. تأتي هذه الحادثة بعد شهر من وفاة 5 أشخاص بالجلفة والمسيلة، بسبب فيضان أودية مختلفة بالمنطقتين. في وقتها تنقل الوزير سعيود إلى المسيلة لمعاينة مكان الكارثة بسيدي عيسى بالمسيلة.
وفي صبيحة الحادثة تنقل والي غليزان كمال بركان إلى واد رهيو، لمعاينة الخسائر التي سببها فيضان “شعبة” ڤريڤرة بحي بوجلة.
ويظهر الوالي في صور بثتها وسائل الإعلام التلفزيونية معلقا على أحد الحضور الذين كانوا يشرحون له الحدث مستعملا كلمة شعبة، فصحح له الوالي “مصطلح شعبة” فقال “حنا نسموها شعبة لكن هو واد”. وبعيدا عن تداخل تصنيفات البيروقراطية عن كونه شعبة أو وادا فإن الضرر وقع والاستجابة لازمة.
وصرح الوالي ” إنّ الأضرار التي حصلت في حي بوجلة هي بسبب ارتفاع منسوب شعبة ڤريڤرة الشرقية والغربية. وطلبت من مصالح الري دراسة تجيب على سؤال هل قناة الشعبة الحالية تستوعب كميات المياه الكبيرة”.
كما بدا الوالي بتعابير وجه محرجة وهو يعزي أهل الضحية، وبدا متعجبا من حال المنزل الذي غمرته المياه من أسفل غرفه التحتية وحتى فناء المنزل الفوقي قائلا وهو يحاور معاينيه تحت منظور آلات التصوير:” كنت أظن أن المنازل على مستوى سطح الأرض ولم أكن أظن أنها »هابطة عليها « “.
ومن غليزان أيضا، أظهرت صور منشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، انجرافا كارثيا للتربة في موقع عدل 1007 مسكن. وعرى الانجراف أسس جزء من الطريق الذي يطل على هاوية حادة وفي سفحها بلدة عامرة بالمساكن، في غياب واضح لحيطان متينة داعمة تسند الطريق وتمنع انزلاق التربة.
تشكل حوادث الوديان الفائضة المتكررة التي أودت بحياة عديد المواطن في كل موسم شتوي، عبرة واضحة للمسؤولين، إذ يظهر وجوب الاستباق والتخطيط قبل البناء، ووجوب مراجعة الخريطة العمرانية الحالية وصيانة مرافقها اتقاءً للكوارث المفاجئة. وفي وجه هذه التحديات مازالت البيروقراطية عاجزة عن إيجاد الحلول اللازمة، وتكتفي بالاستجابة اللحظية التي إن صلحت أضرار كارثة بيئية ما، تعجز عن الاعتبار منها لقادم الأيام حتى لا تتكرر.