يوم الجمعة لا يختلف كثيرا هنا، 400 كم جنوب العاصمة، لكن صغر مدينة الأغواط يضخم هدوءها. تنام المدينة إلى ساعة متقدمة من الصباح ولا يفتح إلا عدد قليل من المتاجر. يهز نسيم بارد خفيف سعف النخيل المزين لشارع الاستقلال وسط المدينة، بينما تتجمع أكياس من القمامة لم تجمع لعدة أيام في أماكن عدة. لا أحد يلبس قناعا واقيا هنا تقريبا، والأمر الوحيد الذي يذكر الجائحة هو غياب الكراسي في المقاهي. رسم سيء وغير مكتمل لقائد الأركان الراحل أحمد قايد صالح على جدار قرب ساحة المقاومة، يقابله مدخل لمديرية الضرائب تعلوه لافتة مكتوبة بالعربية وبالتيفيناغ. تشغل ثكنة عسكرية كبيرة مساحة هامة في قلب المدينة وتقسم وسطها إلى جزئين، تماما كما تقسم صلاة الجمعة اليوم إلى نصفين تتوسطهما ساعة تتوقف فيها الحياة وتسمح لفتاة محجبة بالتجول بدراجتها الهوائية.