توفيت، مساء اليوم الأربعاء، المجاهدة والمناضلة آني ستينر عن عمر 93 عاما بمنزلها في الجزائر العاصمة. حسب ما أكّده أحد أصدقاء الفقيدة لـ “توالى”.
وتعتبر آني ستينر، المولودة ببلدة حجوط لعائلة أوروبية سنة 1928، مناضلة جزائرية في صفوف جبهة التحرير خلال حرب التحرير.
انخرطت ستينر بعد انطلاق الثورة في “شبكة القنابل” لياسف سعدي، بمدينة الجزائر، ليتم إيقافها في أكتوبر 1956 ويُحكم عليها بعد سنة بخمس سنوات سجن، بتهمة مساعدة جبهة التحرير الوطني.
عند انطلاق الثورة كانت آني فيوريو ستينر تعمل في المراكز الاجتماعية الجزائرية، والتي كانت مهمتها تقديم العلاج ومحو الأمية لدى السكان.
وعند التحاقها بجبهة التحرير حملت الرسائل ووثائق تتعلق بصنع القنابل، وعملت في مخبر بئر خادم لصناعة المتفجرات لصالح الثورة مع الإخوة تمسي. كما ساهمت في التواصل بين جبهة التحرير والحزب الشيوعي الجزائري حين عقد الاتفاقيات.
بعد توقيفها عن العمل وسجنها، التقت ستينر بمجاهدات أخريات في السجن، وعرفت “الأخوة الثورية” كما سمّتها. “دون تضامن لا توجد الجماعة، كان علينا أن نصطف ونتضامن.. وعندما تخرج إحدانا إلى المحاكمة كان علينا أن نجعلها تظهر في أحسن هيئة.. ما كان علينا أن نُثير شفقة أحد في المحكمة”، تقول ستينر.
تنقلت بعدها بين أكثر من سجن: الحراش، البليدة ثم في سجون فرنسية. قامت بإضراب عن الطعام. وخرجت من السجن سنة 1961 لستافر إلى سويسرا حيث انتقل زوجها وابنتاها، هناك تُحاول المناضلة استعادة حضانة البنات من زوجها الذي رفض وجرّها إلى القضاء، إلا أنها خسرت القضية أمام المحاكم السويسرية.
تصف ستينر هذه المرحلة كأصعب ما عاشته، فُقدان بناتها. عادت بعدها إلى الجزائر المستقلة دون مال ولا عائلة، واختارت الجنسية الجزائرية، لتستلم بعد وقت قصير منصبا في الأمانة العامة للحكومة الجزائرية، حيث ظلّت لمدة ثلاثين عاما.
واصلت ستينر العيش في الجزائر لترحل عن عالمنا اليوم 21 أفريل 2021.
في انتظار الحكم عليها، وفي صباح 11 فيفري 1957، أعدِم في سجن بربروس كل من علي شافلالة وبتي ماروك وفرنان إيفتون، الأوروبي الوحيد الذي وُضِع تحت المقصلة في حرب التحرير. ليلتها كتبت آني ستينر قصيدتها: “هذا الصباح تجرءوا، تجرءوا على إعدامكم” والتي تقول فيها:
“في أجسادنا المحصنّة
فليعش مثلكُم الأعلى
ودماءكم المختلطة
حتى لا يتجرءوا غدا
لا يتجرءوا على قتلنا”.