“طفل أجديدة” قصة مشهورة جدا ضلت راسخـة في أذهان كل نزلاء مؤسسة الإصلاح والتأهيل الجديدة في ليبيا. فهي من ضمن القصص التي تأكد لنا عدم جدية الأنظمة العربية لتغيير سياساتها تجاه حقوق الإنسان. فبالرغم من التجارب المؤلمة السابقة حول انتهاك حقوق النزلاء في السجون الليبية، إبان حكم نظام القذافي ومرورا بمجزرة سجن أبوسليم التي راح ضحيتها أكثر من ألف نزيل، إلا أن هذه الممارسات ضلت مستمرة حتى بعد الثورة 17 فبراير التي من المفترض أنها جاءت لإنهاء وايقاف هذه الممارسات والانتهاكات، التي تطال النزلاء داخل حرم المؤسسات الإصلاحية. ويحدث ذلك أمام مرأى ومسمع وزارة العدل وكل الجهات المسؤولة عن هذه المؤسسات، بل حتى القضاء يخاف أحيانا من إنصاف بعض الموقوفين الذين يتم تعذيبهم والاستمرار في احتجازهم حتى بعد تحصلهم على الافراج من النيابة العامة .