لم تفلح إجراءات الحجر الصحي الكلي و الجزئي في خفض عدد ضحايا حوادث المرور في الجزائر التي سجلت هذا العام على غرار السنوات الماضية. وإن كان الانخفاض طفيفا إلا أن الكثير من التساؤلات تُطرح حول بقاء بارومتر حوادث المرور مرتفعا في ظل جائحة شلت الحياة منذ أواخر شهر فيفري من عام 2020 إلى يومنا هذا وساهمت في خفض أرقام حوادث المرور عبر العالم.
ويشير تقرير أعدته المندوبية الوطنية للسلامة المرورية أن عدد القتلى في 11 شهر من 2020 بلغ 2658 مقابل 3049 في نفس الفترة من سنة 2019 بانخفاض طفيف قدر بحوالي – 391 حالة وفاة، فيما بلغ عدد المصابين 24218 مصاب مقابل 29095 مصاب في نفس الفترة كذلك من عام 2019. كل هذه الأرقام تسبب فيها 17788 حادث مروري عبر كامل التراب الوطني.
التقرير ألقى بالمسؤولية على العامل البشري وخصوصا استخدام السرعة المفرطة في 3065 حادث مروري، أي بنسبة 17.23 بالمائة. وحل عدم التركيز في مفترقات الطرق في المرتبة الثانية كأكبر عامل ساهم في الحصيلة الثقيلة بعدد بلغ 2434 حادث مروري وبنسبة 13.68، ثم التجاوزات الخطيرة بـ 1194 حادث مروري ما نسبته 6.71 بالمائة، فيما لم تتسبب حالة المركبات وكذلك الطرقات إلا في عدد قليل جدا من حوادث المرور.
وتصدرت ولاية المسيلة الترتيب العام سواء من حيث عدد حوادث المرور والقتلى والجرحى بـ 752 حادث مروري و 138 قتيل و 1109 جريح، متبوعة بالجزائر العاصمة من حيث عدد حوادث المرور وسطيف في عدد القتلى.
عدد الحوادث | عدد القتلى | عدد الجرحى | ||||
1 | المسيلة | 752 | المسيلة | 138 | المسيلة | 1109 |
2 | الجزائر العاصمة | 730 | سطيف | 117 | الجزائر العاصمة | 840 |
3 | الشلف | 651 | الجزائر العاصمة | 115 | الشلف | 777 |
فدرالية الناقلين: “حنا خطينا“
خضع نشاط سائقي سيارات الحافلات و كذلك الحافلات عبر الخطوط الطويلة وما بين الولايات إلى المنع بسبب انتشار جائحة كورونا منذ تاريخ 19 مارس 2020 إلى نهاية السنة. وبالتالي تكون الحافلات وسيارات الأجرة خارج فرضية ومعادلة المتسبب الأول في حوادث المرور، وفي هذا السياق يؤكد رئيس الاتحادية الجزائرية لنقل المسافرين و البضائع عبد القادر بوشريط أن الإحصائيات المسجلة كل عام تشير إلى تورط أصحاب الحافلات وسيارات الأجرة فيما نسبته 2 إلى 3 في المائة من إجمالي حوادث المرور في الجزائر، “فقط يعود التضخيم إلى العدد الكبير من الضحايا حينما يقع حادث مروري في أي نقطة من الوطن، لكن عدد الحوادث يبقى قليلا وتورط الناقلين يبقى ضعيفا جدا وإذا وقع ستجد حتما أن المتسبب هو طرف آخر” يقول بوشريط.
وفي هذا الإطار يدعو المسؤول إلى عقد جلسات خاصة بظاهرة حوادث المرور في الجزائر والتي لا تعرف مؤشراتها تراجعا رغم كل الإجراءات الردعية المتخذة من قبل السلطات العمومية.
ويقول إن جمع كل الفاعلين من أخصائيين و أكاديميين ومهنيين وحتى أطباء نفسانيين كفيل بالخروج بورقة طريق تحدد أولويات قطاع النقل لوقف المجازر المرورية.
المهلوسات بدل الكحول عبر الطرقات
يقول عبد القادر بوشريط أن ظاهرة جديدة انتشرت بين السائقين في السنوات الأخيرة وهي القيادة تحت تأثير المخدرات الصلبة والأقراص المهلوسة. ففي وقت قريب كان الأمن يضع يده على السائقين في حالة سكر من خلال تحاليل تثبت تورطهم، غير أن المهلوسات و “الزطلة” انتشرت بشكل كبير يدعو إلى تدخل عاجل و مراقبة مشددة على محاور كل الطرقات.
إلى جانب المهلوسات، يقول بوشريط أن إعادة النظر في منظومة النقل برمتها أمر مستعجل، فقطع الغيار الموجودة في السوق 99 بالمائة منها مغشوش. الحافلات والشاحنات التي سوقت في الجزائر “خردة” حسبه، ناهيك عن إعادة تنظيم نشاط مدارس السياقة و امتحانات السياقة التي اكتسحتها الرشوة والتأكد من قوة النظر والقدرات العقلية للممتحن قبل منحه رخصة قد يتسبب من خلالها في حوادث مرورية.
وفي هذا الإطار تشير إحصائيات المندوبية الوطنية للسلامة المرورية إلى تسبب السائقين في حالة سكر أو تعاطي المخدرات في 278 حادث مروري، فيما تبين وقوع 372 حادث مروري من قبل أشخاص قادوا مركبات دون امتلاكهم لرخص سياقة، وتصنف المندوبية الوطنية للسلامة المرورية أصحاب رخص السياقة التي يتراوح عمرها بين سنتين و خمس سنوات في المرتبة الأولى من حيث تسببها في 5108 حادث مروري، أي ما نسبته 28.72 من إجمالي الحوادث خلال 11 شهرا من سنة 2020.