جار التحميل ...

تحت الشمس وفي الظل


موقف حافلات بتافونة، خنشلة.
موقف حافلات بتافونة، خنشلة | تصوير: صلاح باديس.

في الأوراس لا تسأل نفسك “ماذا أفعل هنا؟”، خاصة في غسيرة عندما تستيقظ مع الصباح، وتكون السماء لا تزال تحتفظ بذلك اللون العجيب الذي تخرجه في الشروق كما في الغروب. دار الضيافة يديرها بوشلاغم –هكذا يسمّيه الجميع ليس لأن له شلاغم كبار بل لأنه يسمي الجميع هكذا. رجل في نهاية الستينيات، يدخّن العرعار ويشرب إمزوشن (عُشبة قديمة، لا وجود لها سوى عنده، يقول أنّها كانت مشروب الرومان والأمازيغ قبل أن يصير الشاي المشروب الشمولي للكرة الأرضية) طبعا أعطانا لنشرب منها، طعمها طيّب، ولكننا لم نجدها عند أي بائع أعشاب. بوشلاغم ظهر في أكثر من فيلم سينمائي جزائري، ودار الضيافة التي بناها في التسعينيات تحظى بسمعة طيّبة حتى أنّ “سفير فرنسا بات فيها، والبلاصة اللي يبات فيها سفير فرنسا ما تخافهاش”، كما يقول مُروِّجًا لمكانه. لكنّه ضاقَ بممارسات السلطات بخصوص تصريحات الأجانب وتقييد حركتهم. ويؤلمه ويُحبطه حال السياحة والبيروقراطية التي تُكبّل قطاعا حيويا كهذا. يمكنُ كتابة صفحات كاملة عن بوشلاغم، لكن الوقت يداهمنا وعلينا الانطلاق عبر قرى الأوراس ثم النزول نحو خنشلة وعين البيضا ومن هناك نحو سوق أهراس حيث سنقضي الليلة.