جار التحميل ...

رحلة إلى قندهار بحثاً عن أصل ” طالبان”

يصور هذا المقال للكاتب المصري خالد منصور –الذي عمل متحدثاً باسم الأمم المتحدة في مناطق صراعات عدة، كان منها أفغانستان أثناء الحقبة الأولى من حكم " طالبان " وبعدها– مظاهر البؤس في قندهار و يسلط الضوء على ظاهرة الاستغلال الجنسي للأولاد فيها. و هو فصل من كتاب سيصدر الشهر المقبل عن " دار المرايا "، بعنوان: " من طالبان إلى طالبان ".


نساء نازحات في قرية نقيلان بقندهار. الصورة لمكتب تنسيق الشؤون الانسانية للأمم المتحدة بأفغانستان

مقرّ سلطة طالبان

في نهاية يومنا الأول في صحراء ريجستان، ذهبنا إلى مقر سلطة طالبان في مقاطعة معروف في شرق قندهار. بيت كبير له ساحة واسعة جرداء من الشجر ومزروعة بالكثير من رجال “طالبان” المسلحين. قدم لنا ميسار أحمد، نائب مدير المنطقة، أكواباً من الشاي الأخضر. تعلقت على الجدران الملصقات المعتادة: صور زاهية الألوان منزوعة من رزنامات قديمة، بعضها يمثل مناظر طبيعية في مكان ما في أوروبا. لا صور آدمية. صور البشر حرام عند معظم طالبان.

وقال أحمد: ” رحل بعض الناس إلى زهوب في باكستان عبر الحدود وأعداد أكبر سوف ترحل قريباً. بعضهم استخدم الغذاء الذي توزعه وكالات الإغاثة لسداد ديونه، وكل الماء الذي ترونه الآن سوف يجف بحلول منتصف الصيف، ولا نتوقع أي أمطار قبل تشرين الثاني/ نوفمبر“.  

  • ولكن ما الذي تفعله سلطات طالبان للمساعدة في حل تلك الأزمة ؟

رد رافعًا يديه إلى السماء:

  • لو كان لدى طالبان أي شيء لقدمته إلى الناس “.  

المشكلة في الاقتصاد كما يقول!

  • ”  العملة الأفغانية تنهار وهو ما يزيد من صعوبة شرائنا طعامنا “.  
  • ”  ولماذا تنهار قيمتها ؟
  • هذه أفغانستان. الناس هنا يطبعون النقود “.  

طالبان تريد أن تقدم الأمم المتحدة المساعدات.  ” ولكننا لا يمكن أن نطعم كل المحتاجين فهذا في نهاية المطاف هو دور حكومة طالبان “، كما رد عليه زميلي المسؤول عن عمليات الإغاثة.

ولم يختلف الأمر كثيراً في الجولة الثانية لطالبان في السلطة بعد هذا الحوار بعشرين عاماً، ففي أواخر عام 2021، ناشد وزير الخارجية طالباني أمير خان متقي العالم وبخاصة الولايات المتحدة تقديم المساعدات وإلغاء الحظر المفروض على الأصول الأفغانية في الخارج لتلافي الآثار الإنسانية المدمرة للجفاف والانهيار الاقتصادي.

أمضينا ليلتنا الأولى في صحراء ريجستان في مجمع تابع لإحدى المنظمات غير الحكومية المحلية. حجرة طينية كبيرة سميكة الجدران تتوسطها بضع فتحات صغيرة مغطاة بملاءات بلاستيكية، تلك هي النوافذ. المداخل شديدة الانخفاض (ارتفاعها نحو متر) وعميقة، تشبه الممرات السرية، مثل تلك التي تجدها في أهرامات الجيزة في مصر. كانت هناك أسِرَّة، وضعنا أكياس النوم على الحشايا بعدما تناولنا وجبة شهية من الدجاج والبطاطس. كان كرم الأفغان، في ظل هذا الجفاف الحاد، مذهلاً. عبث كريستوفر بمفاتيح المذياع بحثا عن إذاعة بي بي سي على الموجات القصيرة ليستمع إلى نشرة الأخبار، بينما أخرج زميلي مايكل مجلة الإيكونوميست من حقيبته الصغيرة ليقرأها على ضوء لمبة الجاز الأصفر المتمايل. ولف الظلام الحقل المحيط بالمبنى الفقير، وجلست ساعة أمام الغرفة ارنو إلى النجوم الكثيرة الساطعة بفضل غياب الإضاءة على الأرض من حولنا. جلس عجوز بالقرب من باب المجمع، وقد أراح مدفع كلاشنيكوف على فخذيه، وتقاطع على صدره حزامان من الذخيرة. كان هذا حارس المجمع المكلف بحمايتنا.

وفي ليلتنا الثانية، انتقلنا إلى مبنى المركز الصحي الذي انتصب أمام مدخله مدفعان مضادان للطائرات، وبجوارهما كومتان من صناديق ذخيرة مدافع عيار 12.7 صينية الصنع. وقال لنا أحد القرويين في امتعاض إن جيرانه الذين يتضورون جوعاً باشروا باقتلاع جذور البرسيم، وبعد أن يغسلوها، يقطعونها ويغلونها في الماء، ثم يتناولونها كنوع من الحساء. أرسل لنا رجال طالبان لمبة جاز ونصف دجاجة للعشاء، وكنّا في غاية الامتنان بعد يوم شاق ومرهق. لم يكن في المركز ماء أو كهرباء. وبخلاف إعلان ملصق على الباب عن حملة للقضاء على شلل الأطفال منذ أعوام عدة، لم نجد ما يدل على أننا في مرفق طبي، لو نحينا جانباً منضدة العمليات البالية المحطمة، والتي رأيت بجوارها بقايا فأر ميت في منتصف الطريق إلى دورات المياه النتنة الرائحة. وتراصت صناديق ذخيرة ممتلئة على حافة النافذة المغلقة. وفي الصباح، وجدت أن الحجرتين المجاورتين كانتا تُستخدمان مخزناً للذخيرة، وفيهما عشرات الصناديق التي كان يعلوها عدد من الألغام الضخمة المضادة للدبابات.

كم كنت سعيداً بمغادرة مركز المتفجرات هذا في السابعة إلا الربع صباحاً متجهاً إلى عاصمة المقاطعة. وكان حاكم المقاطعة غائباً في اجتماع في قندهار، ولكن نائبه كان هناك يجلس في ركن المكتب على أريكة حمراء. واصطفت أرائك مشابهة بمحاذاة جدران الحجرة بينما غطت سجادات حمر صناعية رديئة أرضية الحجرة في تناقض حاد مع السجاد الأفغاني رائع الجمال الذي يملأ البازارات في كابول، وقندهار، وكويتا، وإسلام آباد، وبعض المدن الأوروبية. وعندما دق جرس الهاتف الذي يعمل على الأقمار الصناعية، رفع طالباني الشاب ذو العمامة السوداء السماعة القابعة على منضدة بجوار الووكي توكي. وبدا لي أن أجهزة الاتصالات هي الشيء الوحيد الذي تنفق عليه طالبان الأموال. وقال لي صحفيون باكستانيون إن معظم هذه الأجهزة كان هدية من وزير داخلية في عهد رئيسة الوزراء بينظير بوتو، لأنه كان يرعى طالبان في مواجهة جهاز المخابرات الذي استمر في دعم قلب الدين حكمتيار زعيم الحزب الإسلامي.

وكان الحوار مع نائب حاكم المقاطعة مشابهاً لكل حواراتنا مع قادة طالبان في المنطقة المنكوبة: على المجتمع الدولي أن يقدم المساعدات لأن طالبان عاجزون عن الوفاء باحتياجات الشعب. مفارقة مذهلة أن يتوقع طالبان من المجتمع الدولي، الذي كان ساعتها يفرض عليهم عقوبات بسبب إيواء بن لادن ورفاقه، أن يقدم لهم المساعدات. ولكنه في الحقيقة كان يقدمها. المشكلة أنها لم تكن تكفي وأن طالبان بأسلوب إدارتها وحكمها كانت عاجزة عن التعامل مع كارثة الجفاف أو الانهيار المدوي في اقتصاد البلاد المنهك بعقود الحرب الأهلية. كان اقتصاد أفغانستان أيامها، وما زال، قائماً على الزراعة وتجارة الهيرويين والسلاح والتحويلات من العاملين في الخارج.

وفي مستشفى المدينة دعانا المدير لدخول حجرة العمليات، ولكننا تراجعنا عندما وجدنا عملية جراحية هناك. كانت النساء يتلقين العلاج في المستشفى نفسه. فعلى عكس ما تورده الكثير من التقارير الإعلامية، كانت النساء، في هذا المستشفى وفي مستشفيات أخرى، يتلقين العلاج، بالقدر نفسه من السوء الذي يتلقاه الرجال، على يد أطباء من الرجال. وكانت هناك ممرضتان أيضاً. وبلغة إنكليزية سليمة التمس منَّا جراحٌ أفغاني غطت بقع دم كبيرة مريلته الخضراء، أن نرسل إلى المستشفى بعض الأدوات الجراحية.

تمثل أفغانستان حالة نموذجية تتضافر فيها عوامل عدة، حتى أصبح الجفاف والوقوف على شفا المجاعة التي تهدد ملايين السكان، ظاهرة متكررة في العقود الماضية منذ الجفاف العظيم الذي قتل ما قد يصل إلى مئة ألف شخص عام 1972.

في قندهار

وبعد ساعات أربع من السفر من مقاطعة معروف، وحادث سيارة واحد، وصلنا إلى قندهار للاجتماع مع الوالي. كنا مسافرين في سيارتين على طريق جعلته الحفر المتناثرة والمطبات المفاجئة أسوأ من الطرق الترابية والصحراوية غير المسفلتة. كانت السيارتان تسيران في خطوط منحنية لتفادي الوقوع في مطب عميق مفاجئ. وأفلتت سيارتنا من أحد المطبات، لكنه اصطاد السيارة الثانية بسائقها قليل الخبرة. وفي محاولته تحاشي التصادم مع سيارة مقبلة من الاتجاه الأخر، انقلبت سيارته مرتين. وكان الركاب المحظوظون قد ربطوا أحزمة الأمان قبل الحادث بعشر دقائق فقط، على حد قول السائق. وأصيب بعض زملائنا بقطوع وجروح بسيطة وعانى أحدهم من ارتجاج شفي منه سريعاً.

وصلنا منزل الحاكم الملا محمد حسن رحماني وهو من المجاهدين الأوائل منذ الثمانينات ولديه على ذلك دليل: ساق صناعية عوضاً عن تلك التي فقدها بسبب لغم أرضي، أثناء هجوم على قاعدة سوفييتية. وجلس إلى جانبي رجل أفغاني غير ملتحٍ، ويرتدي بدلة كاملة، وربطة عنق حمراء محلاة بزهور كبيرة، تدلت أمامه عندما انحنى ليلتقط المزيد من حبات العنب أثناء حديثه إلى رجال طالبان الذين كانوا يملأون الحجرة. كان يحاول أن يبيعهم خطة لإعادة تأهيل بضعة مصانع كانت في قندهار. قال لي إنه كان وزير الصناعة في عهد الملكية ويبيع خدماته الآن لحكام طالبان. قدموا لنا فواكه مجففة رائعة المذاق وهو ليس غريباً على بلاد كانت في سنوات استقرارها توفر نصف استهلاك العالم من العنب المجفف وكماً هائلاً من الفواكه الأخرى.

أطلعنا الملا حسن عندما حل موعد اجتماعنا على تقريرنا المبدئي حول أثر الجفاف المروع في منطقة قندهار والمناطق المجاورة. ومثل بقية رجال طالبان الذين التقيناهم هوَن الملا حسن من المشكلة. كان يرى الحل في المزيد من المساعدات الدولية، وقال إنه لو رفعت الأمم المتحدة والدول الكبرى العقوبات المفروضة على أفغانستان، لما كانت مشكلة الجفاف بهذه الحدة. في الحقيقة لم تكن العقوبات السبب الرئيس، بل عقود الحرب الأجنبية والأهلية وحروب الوكالة وضعف الاقتصاد الوطني وانهيار الزراعة صاحبة النصيب الرئيس من الدخل القومي بسبب هذه الاضطرابات كلها. كان الجفاف مثل الضربة الأخيرة القاضية في وجه ملاكم يترنح.

وفي رحلتي التالية إلى قندهار، كان الملا حسن قد اختفى، وحكومة الرئيس الجديد حامد قرضاي تحاول فرض النظام بقليل من النجاح، وكان هناك بصيص واضح من الأمل في المدينة. وبعد وجبة العشاء في مقر منظمة دولية، جلست على الأرض أنا وأحد خبرائها الذي كان يرتدي صدرية أفغانية مطرزة. وكان الرجل صاحب خبرة طويلة في قندهار ويرى أن الأفغان تعبوا من الحرب والقتال، وهم سعداء بالتغيير بعد ذهاب طالبان وإن كانوا قلقين بعض الشيء. ولخص الموقف قائلاً: ” كانت الحملة الأميركية ناجحة عسكرياً، لكنها كانت كارثة بمقاييس الأوضاع الإنسانية وحقوق الإنسان “.

وبدا التحول بطيئاً ومسَّ المظاهر أولاً، إذ فُتحت محال لأفلام الفيديو في قندهار وهوجم بعضها لأن الأفلام لم تكن ” مقبولة “، أي أنها احتوت على مشاهد عري أكثر من المسموح به في أفغانستان مثلاً. واستُؤنفت زراعة الأفيون على أوسع نطاق بعدما نجح طالبان في إيقافها لنحو العام تقريباً، في محاولة للتقرب من الغرب. وحصل تحسن ملحوظ في الخدمات والبنية التحتية.

لم نكن نأخذ الأولاد بالقوة، بل هم الذين يأتون بأنفسهم. وفي أغلب الأحيان، يختارون… الرجل الأكثر نفوذاً للبقاء معه، ولكن إذا أسأت إليهم أو لم تدفع لهم ما يكفي من المال، فسوف يتركونك ويذهبون إلى شخص آخر “.



مقاتل من إقليم كندوز

لكن التركيز الأميركي على مطاردة طالبان وفلول  ” القاعدة “، سرعان ما أفسد علاقتهم بأهالي المدينة والأقاليم، بخاصة مع تزايد أعداد المدنيين القتلى في المواجهات بين طالبان والقوات الأميركية، حتى لو كانت طالبان مسؤولة عن النسبة الأكبر من هؤلاء القتلى. كان الوجود الأميركي أيضاً مذلاً ومهيناً لكبرياء الباشتون، كما قال الملا عبد السلام ضعيف، سفير طالبان السابق في إسلام آباد، عندما مرت قافلة جنود أميركية بجوار سيارته قرب قندهار في أواخر عام 2007. وقال ضعيف: ” تسمر الجميع وتوقفت السيارات على جانب الطريق بينما تطاير الرصاص من اعلى العربات المدرعة… وجه الجنود بندقياتهم نحونا على طول الطريق وأخذوا يصرخون في وجوه الناس كالحيوانات… وأحسست بالغرابة والخوف… أزعجني أن أرى الأجانب يتصرفون بهذا الشكل، لا يجدر بهم أن يكونوا هنا أصلاً، هم ينظرون إلى كل شيء كعدو لهم: البشر والحمير والأشجار والصخور والمنازل، يخافون من كل شيء، ولا يفعلون شيئاً سوى سفك الدماء وقتل الناس واستثارة مشاعر الحقد تجاههم وتجاه الحكومة… كنا يومياً على موعد مع اشتباكات وتفجيرات ومزيد من الدمار والقتل “.  

وزاد من الشعور بالمهانة والإذلال اعتقال وتعذيب كثر من المتعاطفين مع طالبان أو أعضاء الحركة أو حتى بعض المشتبه في تعاونهم معها، بناء على معلومات كان يقدمها أحياناً خصوم يريدون إيقاع الأذى بالمشتبه بهم. وهناك تقارير خاصة أصدرتها منظمات حقوقية دولية بشأن وقائع ووسائل تعذيب الأفغان في سجون أشرف عليها جنود أميركيون في قندهار وقاعدة باغرام وفي غوانتانامو. وشملت وسائل التعذيب عام 2003 في سجن أميركي في مطار قندهار، الحرمان من النوم وتعريض المساجين للبرد القارس والضرب المبرّح وتصوير السجناء عراة وتركهم مقيدين لفترات طويلة في أوضاع مؤلمة. وفي سجن قاعدة باغرام الجوية كانت هناك زنازين عزل في الطابق العلوي حيث احتجز حكيم شاه بعد الاشتباه فيه. وفي الأيام العشرة الأولى، تم إجباره على البقاء عارياً ما عدا رأسه المغطى بكيس بالكامل، بينما كان معصماه مقيدين بسلسلة للسقف. وقال شاه: ” لم يكن لدي أي ملابس، وكنت اشعر ببرد شديد. لم يتركوني أنام ليلاً أو نهاراً “. وبحلول اليوم العاشر كانت رجلاه وقدماه قد تورمتا لدرجة أن قيوده صارت تحز في جلده وفقد الإحساس في رجليه. ولكن حكيم كان أسعد حالاً من المساجين الذين ماتوا في هذه السجون أو خرجوا منها بعاهات أو أمراض مستديمة. وقدم عبد السلام ضعيف وصفاً مرعباً للإذلال الذي تعرض له على يد الجنود الباكستانيين والأميركيين منذ القبض عليه في إسلام آباد في أوائل عام 2002، ونقله إلى سجون متعددة واستجوابات لا تنتهي وتعذيب بين بيشاور وباغرام وقندهار وغوانتانامو حتى الإفراج عنه.

وعام 2003 قال الرئيس الأميركي جورج بوش إن القوات الأميركية اعتقلت 3000 إرهابي في دول عدة،  بينما اختلف مصير إرهابيين آخرين، ” إذ لم يعودوا يمثلون مشكلة للولايات المتحدة ولأصدقائنا ولحلفائنا ” في إشارة واضحة إلى مقتلهم. ولم يتم توجيه اتهامات بالقتل لأي جندي أميركي من الذين عملوا أثناء فترة سجن حكيم شاه في باغرام، حيث مات سجين واحد على الأقل بسبب التعذيب، بل وتم نقل فريق مخابرات عسكرية أميركي تولى التحقيق مع المحتجزين في أفغانستان إلى سجن أبو غريب في بغداد، عقب الغزو الأميركي للعراق، برغم تقارير حقوقية عن مقتل ثلاثة سجناء على الأقل في أفغانستان، بسبب التعذيب وإساءة المعاملة أثناء الاحتجاز في معتقلات أميركية في عامي 2002 و2003. وفي أبو غريب واصل هؤلاء المحققون الأميركيون استعمال وسائل الإهانة السادية المرعبة وتعذيب النزلاء حتى فضحهم جندي أميركي سرّب صور هذه الممارسات، ونشرها الصحافي الأميركي سيمور هيرش.