جار التحميل ...

رحلة إلى قندهار بحثاً عن أصل ” طالبان”

يصور هذا المقال للكاتب المصري خالد منصور –الذي عمل متحدثاً باسم الأمم المتحدة في مناطق صراعات عدة، كان منها أفغانستان أثناء الحقبة الأولى من حكم " طالبان " وبعدها– مظاهر البؤس في قندهار و يسلط الضوء على ظاهرة الاستغلال الجنسي للأولاد فيها. و هو فصل من كتاب سيصدر الشهر المقبل عن " دار المرايا "، بعنوان: " من طالبان إلى طالبان ".


نساء نازحات في قرية نقيلان بقندهار. الصورة لمكتب تنسيق الشؤون الانسانية للأمم المتحدة بأفغانستان

كانت الشمس توشك على الاختفاء خلف محال سوبرماركت، في السوق الكبير المواجه لمكتبي في إسلام أباد، عندما تلقيت اتصالاً هاتفياً. يجب أن نذهب إلى كويتا في الصباح التالي ومنها إلى جنوب أفغانستان وغربها، في جولة لتفقد أوضاع الجفاف ومعاناة المزارعين والرعاة. كان ذلك في الحقبة الأولى من حكم ” طالبان “، تلك المنطقة، وفي القلب منها قندهار، هي قلب طالبان النابض، مذ خرج عليها ومنها هؤلاء الطلبة في اوائل التسعينات مدعومين من المخابرات الباكستانية ليستولوا على المدينة ثم معظم البلاد. وحتى بعد الغزو الأميركي وانهيار سلطة طالبان في كابول عام 2001، لم يستغرق الأمر سوى أعوام قليلة حتى تحولت المناطق المحيطة بقندهار في أقاليم هلماند و زابول و أوروزجان إلى معاقل موزعة لفلول طالبان التي عادت للتجمع والتجنيد، ثم ما لبثت أن صارت عدواً ذا بأس، يستعمل الكمائن والشحنات الناسفة والانتحاريين ضد قوات حلف الأطلسي، بل ويدخل أحياناً معهم في مواجهات حادة، حتى عاد بعد عشرين سنة إلى السلطة في كابول.

وقندهار منبع أول دولة في أفغانستان العصر الحديث، حيث خرج منها أحمد شاه دوراني الزعيم الباشتوني عام 1747 ليصبح أول زعيم من الأفغان يسود رقعة واسعة من هذه البلاد ويؤسس مملكة انتقلت عاصمتها إلى كابول بعد ذلك بعقود. وحتى ظهوره كانت السيطرة على أفغانستان محل تنازع مستمر بين الصفويين الفرس في الغرب ومسلمي الهند المغول في الشرق والجنوب والأوزبك في الشمال، طوال 250 عاماً.

وقندهار هى قلب قبائل الباشتون التي لطالما أزعجت القوى الاستعمارية المحلية والإقليمية والدولية وصارت شوكة لا يستهان بها في حلق قوى التحديث الأفغانية، والتي تحالفت من دون جدوى مع الاتحاد السوفييتي ثم مع الولايات المتحدة والغرب من أجل مشاريع بناء للدولة لم يُكتب لها النجاح.

وهيمنت قبائل الباشتون منذ القرن الثامن عشر على السلطة السياسية وانحدر منها كل ملوك أفغانستان ومعظم زعمائها وبخاصة من عشائر دوراني التي تأتي من قندهار وهلماند في غرب البلاد. والباشتون أكبر قبائل أفغانستان ويُعتقد أن نسبتهم تزيد عن 35 في المئة من السكان، وأتي منهم حصراً حلفاء باكستان وعملاء أجهزتها الأمنية وأهم حلفاء الولايات المتحدة وأهم فصائل المجاهدين المقاتلين ضد الغزو السوفييتي في الثمانينات، إذ يعيش الباشتون على جانبي الحدود في البلدين. وبعد الغزو الأميركي تولى الحكم حامد قرضاي (2004-2014) وهو زعيم عشيرة بوبالزاي الباشتونية من قندهار، ثم حل محله أشرف غنّي (2014-2021) وهو من عشيرة أحمدزاي الباشتونية من إقليم لوجار.

إلى قندهار إذاً.

طرنا إلى كويتا ثم ذهبنا إلى قندهار من طريق البر عبر مناطق صحراوية وجبلية قاحلة في إقليم بالوشستان الباكستاني. ورويداً رويداً ونحن نقترب من منطقة الحدود رأينا عدداً قليلاً من السيارات وعدداً متزايداً من الحمير وعلى متنها أو يسير بجوارها، مهربون أو تجار محليون، وزادت الحيوانات والسيارات والبشر ونحن نقترب من شامان، نقطة الحدود الباكستانية مع أفغانستان والتي هى في الحقيقة أقرب إلى مركز تجمع للمهربين والرعاة.

امتدت بعض الأسلاك الشائكة أمتاراً قليلة ثم غابت عند تل تعلوه أعلام مهلهلة من القماش الباهت معلقة في صوارٍ مائلة. هذه هي الحدود. وليس بعيداً من نقطة العبور والطريق الرئيسية، تهادت حمير وبغال يقودها فتية صغار وعلى ظهر الحيوانات أكياس ثقيلة من الطحين، بينما سار رجال بالغون وعلى ظهورهم صرر كبيرة. كان الجميع يسيرون إلى داخل أفغانستان بلا مبالاة، بالالتفات إلى أو الذهاب إلى نقطة الجوازات والحدود القريبة على الطريق المعبد. وكان الطفل يحصل أيامها على نحو دولار واحد لنقل جوال طحين عبر الحدود إلى داخل أفغانستان. كان الدقيق مدعماً في باكستان من جانب الحكومة بينما أفغانستان، كما هو حالها عاما بعد الأخر، على شفا مجاعة بسبب الجفاف الشديد وعدم هطول الأمطار.

وعلى جانب الطريق لمحنا سيارة تحمل شعار الأمم المتحدة، فيها بعض زملائنا من مكتب قندهار. وأخذ أحدهم جوازات السفر إلى حجرة متهالكة من الصفيح وبعض قوالب الطوب، وبعد دقائق عاد بعدما تلقت الجوازات أختام المغادرة الباكستانية وأبلغنا أن الطالب الأفغاني- مسؤول الجوازات على الجانب الآخر- يريد مقابلتنا شخصياً. سرنا وسط بضع حاويات شحن بحري تحولت إلى حوانيت، ووراء مطعم مُشيد من قوالب الطوب الأحمر دون مصاريع أو أبواب خشبية لنصل إلى بيت صغير من الطوب اللبن، حيث مكتب قديم يجلس خلفه مسؤول الجوازات الأفغاني وأمامه جهاز تلفون أسود عتيق. استفسرت منه عن الهاتف العتيق فقال لي إنه معطل. الكثير من صور الأماكن الدينية التي تظهر في الروزنامات قُطعت وثبتت على الجدران، وعدد من الوسائد الطويلة ثنيت وتكدست في الركن. تلك هي الوسائد المستعملة في الكثير من البيوت في جنوب أفغانستان وفي مكاتب طالبان، بما فيها مكاتب حكام الأقاليم، ويستخدمونها في النوم بعد انتهاء يوم العمل في الحجرة نفسها. أخبار ليست بالسارة لمن يعتقدون أن العقوبات الاقتصادية وحدها يمكن أن تغير من سلوك طالبان أو أي جماعة مماثلة، إذ إنهم قادرون على المضي في حياتهم اعتماداً على أبسط الإمكانيات المادية- لو استثنينا السلاح ووسائل الاتصال مثل أجهزة الراديو التي تستخدم للإرسال والاستقبال والهواتف التي تعمل على الأقمار الصناعية. حدق مسؤول الجوازات الشاب في وجوهنا وقارنها بالصور الملصقة في جوازات السفر ثم أعطانا الاستمارات المعتادة، وقعناها وانصرفنا.

أول منطقة تعاني الجفاف أزورها في حياتي !

بمجرد عبورنا إلى سبين بولداك، أولى المناطق المأهولة في الجانب الأفغاني من الحدود، وجدنا أنفسنا محاطين بحاويات شحن متراصة في صفوف طويلة تتقاطع لتشكل شوارع سوق بضائع ضخم. كانت هناك مئات من ماكينات الخياطة ماركة ” سينجر “. ماكينات عتيقة يمكن أن تباع أي منها كتُحَفة في أسواق نيويورك بينما ثمنها هنا عشرات قليلة من الدولارات فقط. أحد المحال/ الحاويات كان يبيع آلات موسيقية (للأجانب على ما أعتقد، فطالبان لا يحبون الموسيقى ويحظرون لعبها والاستماع إليها) ومنها بيانو وغيتارات كهربائية. محل آخر كانت لديه أكداس من أجهزة مزج الصوت، وثالث كاميرات، ورابع أجهزة تلفزيون، إلخ. معظم الأجهزة مستعمل وآتٍ من دبي. وكان بائع ” آيس كريم ” متجول ينادي على الجيلاتي قرمزي اللون في أطباق صغيرة في وسط السوق. لم تكن تجارته رائجة كما يبدو. وكانت العملة قد انهارت بنحو 20 في المئة خلال الأسبوعين الماضيين لتصل إلى 66 ألف أفغاني مقابل الدولار الواحد، وسيستمر انهيارها في ما بعد لتقارب 76 ألف أفغاني للدولار حتى تغير الحكومة الجديدة بعد طالبان العملة ليصبح كل أفغاني جديد يعادل ألف أفغاني قديم وتأرجح سعر العملة حتى قارب المئة أفغاني جديد لكل دولار بعد عودة طالبان إلى السلطة في أواخر عام 2021.

وبمجرد أن انتهينا من السوق انفتحت أمامنا ساحة بيع السيارات. أي سيارة تخطر ببالك ستجدها هنا، سيارات رياضية رباعية الدفع، جيب، تويوتا، هوندا، أميركية، يابانية، كورية، إلخ. كلها مستعملة ومن دبي، وبعضها مسروق من باكستان.

لم نشترِ شيئاً.

وكانت هذه أول منطقة تعاني من الجفاف أزورها في حياتي. كنت في سيارة رباعية الدفع ضخمة ومكيفة الهواء، فيها بضع زجاجات مياه معدنية، وصندوق ثلج فيه أطعمة ومشروبات أخرى وأكداس من علب البيبسي. كان علينا أن نمر بالسيارة في مناطق قاحلة شبه صحراوية تدعى ريجيستان (أرض الصحراء بالباشتونية) في جنوب أفغانستان. قطعنا جزءاً طويلاً من الطريق سائرين على قاع نهر جاف، لأنه كان أقل حُفَراً من الطريق الترابية. توقفنا بضع مرات لالتقاط صور حيوانات نافقة (ماعز، وجمال، وخراف متناثرة الجيَف).

توقفنا لنتحدث مع اثنين من الرعاة بدا عليهما إرهاق من شدة العطش والحر. كان والي داد الذي فقدَ معظم حيوانات قطيعه البالغ 30 رأساً من الأغنام، ينتظر عودة أسرته التي ذهبت تبحث عن الماء في منطقة أخرى. لم يكن يدري ماذا سيفعل بعد ذلك. تركناه مع زجاجة ماء بعدما التقطنا صورة له. ثم التقينا عائلتين من الكوتشي (البدو الباشتون الرحل في جنوب أفغانستان وغربها) تسافران على الطريق، بعضهم يركب الحمير التي تحمل بضع حِزَم حشائش وتسير وراء كل منهم أقل من عشر عنزات. كانوا يبحثون عن الماء طيلة أسبوعين في صحراء قاحلة، تسلبهم الشمس التي لا ترحم، والآبار الجافة أغنامهم، الواحدة تلو الأخرى.

والتقيت مع حاجي مولا داد قرب الحدود مع باكستان في بيت منحوت في سفح تلة صغيرة. وكانت تتناثر على الأرض أمام بيته بقايا ماعز وأغنام نافقة، أتت الديدان على نصفها، والتهم نصفها الآخر ابناء آوى والضواري الأخرى التي لم تنفق بعد. لم تعد مياه نهر أرغستان تمر قريباً من هناك، ما زال المجرى موجوداً لكنه جاف. مسافات طويلة من السير بجوار المجرى لا تظهر سوى الرمال والأحجار في قاعه. قال لي أحد المزارعين إن الماء لم يتدفق في النهر منذ ثلاث سنوات. ابتسم أبناؤه الأربعة للكاميرا. كم من الأطفال فغروا أفواههم دهشةً أو أخفوا أعينهم خجلاً أمام عدسات آلة التصوير التي تأبطتها في كل أسفاري!

ومرت قرية تلو الأخرى، وخيمة بدو تلو الأخرى، ونحن نرتحل في صحارى تحمل أسماء مثل ” صحراء الجحيم ” أو ” صحراء الموت “، كلها تعاني العطش. وفي طريقنا خلال مقاطعات معروف وشينكاي في إقليم زابول، سمعنا القصة نفسها على لسان فلاحين ألمَّ بهم القلق، أو مزارعين استولى عليهم التوجس، أو رعاة استبد بهم اليأس: سنابل القمح في الحقول التي يرويها المطر ذابلة، ونصف المساحات المروية لا تعد بأي حصاد، نصف قطعان الماشية على الأقل هلكت، والكثير من آبار الماء جفت، وبضعة أنهار (كانت تمتلئ بالماء في هذا الوقت من السنة)، تحولت إلى جداول هزيلة من الماء إن وجدته، وأشجار الفاكهة التي تحتاج سبع سنوات قبل أن تبدأ في طرح ثمارها بعد الغرس في سبيلها إلى الموت.

في الحقيقة لم تكن العقوبات السبب الرئيس، بل عقود الحرب الأجنبية والأهلية وحروب الوكالة وضعف الاقتصاد الوطني وانهيار الزراعة صاحبة النصيب الرئيس من الدخل القومي بسبب هذه الاضطرابات كلها. كان الجفاف مثل الضربة الأخيرة القاضية في وجه ملاكم يترنح.

خالد منصور

 رجال، رجال، والمزيد من الرجال يتحدثون إلينا، وبين الفينة والأخرى، شبح جسد مغطى بالكامل في الخلفية البعيدة يتحرك سريعاً نحو بيت آخر، في إشارة لوجود النساء (أو غيابهن). لم تكن تخرج من النساء سوى البدويات، وكُنَّ لا مباليات وجريئات في التعامل، وذلك برغم اعتراض القرويين من الرجال، الذين ترى الواحد منهم دائماً والمسبحة في يده تتعامل أصابعه مع حباتها، بينما يضع في فمه، بيده الأخرى، قطعة صغيرة مكورة من التبغ. وقبلت هؤلاء النساء البدويات من الكوتشي أن ألتقط صوراً لهن، ولكنهن أردن إجابات عن بعض أسئلتهن.

سألتني إحداهن بالباشتونية، من خلال المترجم، هل لديكم طعام لنا؟ كنت قد تعبت من الرد التقليدي، ولكنني كررته: فريقنا يقوم بتقصي الحقائق حول الأوضاع والاحتياجات، وحسب، وربما ينتج عن رحلتنا بعض المساعدات، ولكن عليكم أن تقرروا بأنفسكم إذا ما كنتم ستنتظرون في أماكنكم حتى تصل هذه المساعدات المحتملة أم ستواصلون الرحيل بحثاً عن الماء والطعام لأنفسكم ولحيواناتكم.

كررت الرد، لأن أسوأ نتيجة لمثل هذه الزيارات هو نفخ الأمل في صدور محبطة ومعذبة، ثم العجز عن تحويل هذا الأمل إلى خبز أو طحين في وقت قصير. إذا واصلوا رحلتهم المضنية ربما سيصلون إلى مكان أفضل. المهم ألا يعلقوا آمالهم كلها علينا، ثم نخذلهم.

تمثل أفغانستان حالة نموذجية تتضافر فيها عوامل عدة، حتى أصبح الجفاف والوقوف على شفا المجاعة التي تهدد ملايين السكان، ظاهرة متكررة في العقود الماضية منذ الجفاف العظيم الذي قتل ما قد يصل إلى مئة ألف شخص عام 1972. كان هذا الجفاف بداية نهاية النظام الملكي، إذ عجز الملك ظاهر شاه عن التعامل معه ومما زاد الطين بلة أنه استمر في حياته العادية المرفهة، هو وأسرته في كابول المنعزلة سياسياً عن بقية البلاد، ما زاد من سخط الأقاليم عليه، ولم يجد من يقف بجواره في العام التالي عندما خلعه ابن عمه ورئيس وزرائه محمد داوود خان من العرش وأعلن نهاية النظام الملكي.

في العقود التالية، صار الجفاف ظاهرة شبه سنوية وخاصة بعدما تأثرت البلاد بالحرب الأهلية المستمرة منذ أواخر السبعينات، وصار من المستحيل إقامة مؤسسات قوية تقوم على سياسات جيدة لتوزيع الموارد المحدودة والعمل على استدامتها. وتفاقمت موجات الجفاف مع تعاظم تأثير الاحتباس الحراري الكوني ولم تعد الجغرافيا الأفغانية، مع انتشار التصحر، قادرة بمواردها على تأمين الاحتياجات الغذائية لأهالي البلاد، مع انخفاض نسبة الامطار وتراجع معدلات ذوبان الثلوج من على قمم الجبال، وهما المصدران الأساسيان للري في البلاد.

ويعتمد أكثر من 60 في المئة من حوالى 40 مليون أفغاني على الزراعة كمصدر للدخل والحياة. وبات من الطبيعي أن يخرج مسؤولون أمميون سنوياً ويحذروا من أن ثلث الشعب الأفغاني أو أكثر من 13 مليون شخص يواجهون شبح الجوع، مثلما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بعد شهور قليلة من عودة  طالبان إلى السلطة عام 2021، وتوقف مئات الملايين من الدولارات من المساعدات الغربية احتجاجاً على سياسات طالبان وبخاصة في ما يتعلق بدعم الجماعات الجهادية العالمية، وانتهاك حقوق المرأة والأقليات العرقية والدينية، وزراعة الأفيون.

ولطالما دفع هذا الفقر المائي المزارعين للتحول إلى محاصيل نقدية أقل احتياجاً للمياه ومدرة أكثر للدخل وفي مقدمتها الخشخاش الذي يعمل في زراعة أزهاره الملونة، أكثر من 120 ألف أفغاني ويُستخرج منه الأفيون الذي انتجت أفغانستان 80 في المئة من محصوله عام 2020. وتفرض  طالبان عادة ضريبة نسبتها 10 في المئة على مزارع الأفيون، إلى رسوم أخرى على المعامل التي تحول الأفيون إلى هيرويين، مما يعود عليها بدخل سنوي يتراوح بين أربعين مليون دولار في أدنى التوقعات و400 مليون دولار في أقصاها وهو ما قد يصل لنصف إيرادات طالبان سنويا.