“توالى” هي جريدة إلكترونية تنشرها الشركة ذات المسؤولية المحدودة توالى. يشير الاسم إلى المثل الجزائري “الخبر يجيبوه التوالى”. والذي يعني أن الخبر يأتي به من نجا من المعركة. ولكننا حاولنا أن نخرجه من سياق الحزن الذي يدور في فلكه مستعينين بما صاغه لنا الشاعر أمين خان: “هنا حقيقة أخّرها بُطء الوقت”.
نستلهم مقولة الشاعر لنمارس “صحافة متأنية” تستكشف وتفسّر عصرنا المُعاش. حيث نمنح لأنفسنا، وخلال طريقنا نحو الحقيقة، الوقت الكافي للتأكد حتى تصل المعلومة صحيحة لجمهورنا.
جريدتنا ليست نوعًا من الموضة. حيث أنها تولد في وضع حرجٍ. إذ تخلّت غالبية وسائل الإعلام الجزائرية عن مهمّتها الأصلية، أي توثيق الأحداث وتحريك تيارات الفكر. يشبه قطاع الإعلام في الجزائر اليوم أرضا خرابا وأطلال. ولذلك التففنا حول “توالى” لممارسة الصحافة. تحدّينا هو أن نقترح على القارئ معلومة ذات جودة. تلك التي تُنبِئ وتفكّك وتُحقّق من أجل تنوير الرأي العام.
نحن، الأعضاء المؤسّسون معروفون في الساحة الإعلامية. نتمسّك باستقلاليتنا وندافع عن صحافة دقيقة، بمعلومات موثوقة ومرتبطة بسياقها. ستكون صحيفتنا ذات منفعة في سياق تنتشر فيه محتويات سطحية لا هدف لها سوى الـ “كْليكْ”.
لذلك، يتبنّى “توالى” إيقاع إنتاجي على مستويين. نقترح، بالعربية والفرنسية، شكلين للقراءة: نُخبة يومية لأهم الأخبار ومقالات أسبوعية معمّقة، فيديوهات و تسجيلات صوتية. ريبورتاجات طويلة وتحقيقات تروي قصصا تُعنى بالصالح العام وكذا آراء مساهمين من خارج الفريق، مختّصين لهم شرعية وسلطة للحديث في مواضيع اختصاصهم.
في مواجهة التدفّق الغزير للأخبار، التي صار يُنتجها وينشرها كل من يملك وسيلة إلكترونية، عزمنا على استرجاع مهمّة الصحافة: سبر أغوار الحقيقة. نلتزم بأن نجعل من الدقة علامتنا المسجلة. وسننزلُ إلى الأرض من أجل إيجاد المواضيع ونروي الجزائر بكل استقلالية وكذا منطقة المتوسط والساحل التي تُعتبر عُمق بلادنا الجغرافي.
لهذا العمل ثمن. لذلك نحن نعتمد كثيرا على جمهورنا الذي نضعه في قلب مشروعنا التحريري. وستمثّل الاشتراكات الإلكترونية الجزء الأهم من مداخيل جريدتنا وقاعدة نموذجه الاقتصادي.